دار ديور 

زاوية "جون غليانو" في عرض "كريستيان ديور: مصمم الاحلام، متحف "فيكتوريا والبرت "

كريستيان ديور: مُصَمَّم الاحلام

المتحف "فيكتوريا & البرت" هو أكبر متحف فن  وتصميم في بريطاني يتمتع عرضه الدائم بحوالي مليونين وثلاثة مئة الف قطع تغطي حوالي خمسة الاف سنة

تتوزع هذه القطع في مجموعات عديدة وهي : الهندسة المعمارية ، الأثاث ، الأزياء ، المنسوجات ، التصوير الفوتوغرافي ، النحت ، الرسم، المجوهرات ، الزجاج ، السيراميك ، فنون الكتاب ، الفن والتصميم الآسيوي ، المسرح والأداء

الى جانب العرض الدائم يظم المتحف العديد من العروض الموقتة التي تجمع عدد هائل من الزوار وهنا يجب ان نضيف ان العرض الدائم مجاني اما العروض الموقتة لها بطاقة دخول بسعر يتراوح بين ال15 و 20 ليرا بريطانيا

اما مقالتنا هذه فهي مكرسة للعرض الموقت بعنوان "كريستيان ديور: مُصَمَّم  الاحلام

يمثل تاريخ متحف "في ن اي" - كما يسمه الأنكليز للأختصارة - قصة لا مثيلا لها حيث بدأ المتحف وجوده كقاعة عرض المصنوعات سنة 1852

حينئذ وضعت الملكة "فيكتوريا" الحجرة الأولى  للبناية التي يتواجد فيها المتحف اليوم في 1899 ولم يقف المتحف عن التطور فيما بعد وحتى الأن

آخر تطور حدث في "في ن اي"  هو إنشاء  المدخل الجديد المطل على "يكزيبيشن رود" اي شارع العرض لأن عليه المتحف "في ن اي" من جانب والمتحف العلمي ومتحف التأريخ الطبيعي عبر الشارع

ففي الفترة الأخيرى صرف متحف "في & اي" حوالي 55 مليون ليرا بريطانية لبناء جهة "يكزيبيشن رود" بتصميم المهندسة المعمارية" أماندا لافيت " والتي هي مهندسة القسم الصحفي في ملعب رياضة الكريكت الشهير " لوردس" وتقول المهندسة "اماندا لافيت" في مقابلة مع صحيفة "ذي غاردين"  : " فكرتنا كانت ان ندخل المدينة في المتحف والعكس نخرج المتحف في الشارع"

وعملها جميل جدا حيث صممت ساحة من بلاط السرامك الابيض يعكس كل اشعة الشمس وفيها بياض الضوء صاطع علقت صحيفة ال" الغارديان" ان الساحة تشبه ساحل مرابلا الاسباني ومن هذه الساحة والباب الجديد يدخل الزائر جناح العرض الجديد ل"في ن اي" والذي هو جناح تحت آرضي

يسلط العرض "كريستيان ديور - مصمم الأحلام" الضوء على تاريخ شركة الموضه الكبرى ومدرائها الستة و كل منهم مصمم ازياء شهير يبرز العرض بحوالي مئة قطعة من بين بدلة وطقم وكوت. وعددا لايقاس من الحلى والشفقات والشالات والكفوف والخ من القطع التكميلية النادرة

ويفتتح العرض بالنموذج الأصلي من سنة 1947 للطقم الذي وضع بداية المظهر المعروف ب" نيو لوك" اي " المظهر الجديد" والذي يعتبر اليوم ثورة في الموضه وهو عبارة عن تنورة سوداء وفيرة القماش ومتوسعة حول الركبتين وتغطيهما اي طول التنورة تحت الركبة وفوقها سترة ضيقة ييضاء يبرز من خلالها ما سُميً بخصر الدبور. أي الجزء الأعلى من الزي وحتى الخصر ضيق والجزء الثني اللذي هو تحت الخصر متوسع و غني من حيث القماش

أصبح كريستيان ديور مشهور ليوم واحد بعد عرض ازياء باريس في خريف سنة 1947 بالمضهر الجديد هذا المظهر الذي بقى على موضه طول الخمسينات تقريبا. اي عم في الموضه الأنثوية اكثر من عقد.

 ستة اشهر بعد عرض باريس المذكور زار كريستيان ديور بريطانيا ووصل لندن في آب سنة 48 ليعرض أزياءه في العاصمة البريطانية

و في مقابلة مع " ديلي اكسبرس" صرح " أنا عطيت للنساء ماترغبه" قاصدا ان النساء كانت قد تعبت من تخصصات  الاقمشة البخيلة فيما وبعد الحرب العالمية الثانية، فأستأنست بغناء امتار القماش في تنانير ديور و طولها. ووعد ديور النساء في نفس المكالمة قائلا " السنة القادمة سازيد طول التنورة - حتى تقصر ب 10 "ينتش" من الأرض فقط"

ولم تكن هذه الزيارة  هي زيارة ديور الأولى الى انكلترا بل كان يزورها منذ الطفولة مرفقا لابيه - رجل أعمال و صِنَاعِيّ فرنسي كبير

و عاش ديور في شبابه عدة اشهر في لندن ليحسن لغته الإنكليزية وكان معجب بالارستقراطية الانكليزية فردة له الارسطقراطية الإنكليزية بإعجاب مماثل.

ومن بين أبرز المعجبون بديور من بين الارسطقراطية البريطانية كانت "يرينسس مارغرت" ، الأخت الصغيرة لملكة المملكة المتحدة "اليزبيت" الحالية

وكانت مارغرت مشهورة ليس فقت بنسبها العالي فحسب اشتهرت بجمالها ورشاقتها وزارت أول عرض لديور عمرها ١٩ سنة

وصمم ديور وخيط لها ثوبها بمناسبة عيدميلادها ال٢١

آنذاك كان عمر البلوغ ٢١ سنة وفي الاوساط الارسطقراطية كان بلوغ الفتاة هذا العمر مناسبة هامة بأعتبارها وصلت سن النضوج والاصلاح للزواج

 آنذاك كانت الطبقة الارسطقراطية  تؤسس حفلات مسمات بحفلات الدبيوتانتس اي المبتدئات وهي حفلات  الفنتيات التي قد بلغت عمر البلوغ في البلاط الملكي وتعرفهم بالمجتمع الارسطقراطي

فعندما ظهرت الاميرة مارغاريت في حفلة بلوغها مرتدية بدلة كريستيان ديور البيضاء كل الفتيات المبتدئات فيما بعدها أرادت نفعلن مثلها وترتدي على دورهن ازياء ديور في حفلاتهن

وطبعا لان الفتيات كانت دائما مرفوقات من سيدة من عائلتها تي كانت هي  - أمها، أختها، خالتها الخ وبما ان هذه السيدات لم تكن ترد تمضي في ضل الفتيات فبدأت السيدات من جانبهن تحتضن بالموضة الجديدة - موضة المظهر الجديد - موضه ديور

هكذا اشتعل كل باريس ومن بعده كل العالم بالمظهر الجديد

مستخلص من كتاب "كريستيان ديور: مُصَمَّم الاحلام للتبع

عرض مستمر حتى ١ /٩/ ٢٠١٩ 

و سوف تجدون المزيد من المعلومات عن العرض في البرنامج المشترك بين الفن والطعام في لندن و اذاعة هلا لندن الذي تم بثه على أمواج إذاعة هلا لندن بتاريخ ١ / ٨

والفيديو موجود على يوتيوب في اسفل هذه الصفحة  ونتمنى لكم لحظات رائعة مع الفيديو